علمتنى التجارب الكثيرة الماضية أنه حين نسمعهم يشكلون لجنة للبحث والدراسة فهذا يعنى أنهم لا يملكون أى حل للمشكلة وعاجزون عن مواجهتها.. وحين نراهم يبدأون الحديث الصاخب والطويل عن الظروف الاجتماعية والدوافع الإنسانية قبل أى قضية فهذا يعنى دعوة غير مباشرة لأن نتقبل حكما بالبراءة وتغييب القانون مؤقتا.. وحين يفاجئنا حديثهم المرتبك غير المفهوم الذى ليس له أى معنى أو قيمة فهذا يعنى أنه لا داعى لتوقع أو انتظار أى شىء لن يحدث أصلا..

وبتطبيق الدروس المستفادة من كل تجارب الماضى على مباراة الاتحاد السكندرى ووادى دجلة أمس الأول فى استاد الإسكندرية.. حيث أحرز وادى دجلة هدف الفوز فى الوقت بدل الضائع فقامت جماهير الاتحاد باقتحام الملعب خارجة على كل الحدود والقواعد.. دعونى أؤكد لكم أنها أزمة لن تسفر عن إدانة حقيقية ومباشرة لأى أحد، ولن يغلق أحد ملفها بأى قرارات وأحكام حاسمة وعادلة.. وتعالوا أقدم لكم بعض ما يستدعى التوقف والتأمل والاهتمام.. وعلى سبيل المثال تحدث عفت السادات، رئيس نادى الاتحاد، عقب المباراة الملغاة ثلاث مرات.. فى مرة قال إن الحكم النمساوى الذى أدار المباراة كان سيئا ولم يحتسب ضربتى جزاء للاتحاد مما أثار الجماهير التى شعرت بالظلم والغضب..

وفى لقاء تليفزيونى آخر قال السادات إن النادى يخلى مسؤوليته عن أى شغب قامت به جماهير النادى، وإنه ليس طرفا أو شريكا فيما جرى.. وفى المرة الثالثة قال السادات إن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو تطبيق المادة ١٨ من قانون الفيفا.. وأرجوكم.. لا تحاولوا أن تجدوا أى علاقة بين ما جرى فى استاد الإسكندرية أمس الأول وبين المادة ١٨.. والأسلم هو ألا تفكروا أصلا أو تحاولون معرفة ما الذى يفكر فيه سمير زاهر الآن، والذى قد يكون الرابح الأول مما جرى فى الإسكندرية.. وأتوقع أن يقرر زاهر ومجلسه فى أول الأمر التظاهر بتوقيع عقوبات قاسية على الاتحاد.. ثم يجرى عقد الصفقة الأكبر وهى إعلان مفاجئ بإلغاء الهبوط هذا الموسم فيهدأ الاتحاد وجماهيره.. ويخفت صوت سموحة وكل الأندية المجروحة والخائفة والمهددة بالهبوط سواء فى الممتاز أو المظاليم..

وبذلك يفسد زاهر ومجلسه الجمعية العمومية غير العادية التى ستسحب الثقة من زاهر ومجلسه.. ومع أن المجلس العسكرى لا علاقة له حتى الآن بما جرى سوى أن لاعبى الاتحاد خرجوا من الملعب فى ثلاث مدرعات حربية تحميها الشرطة العسكرية.. إلا أننا بدأنا نشهد تلويحا مقصودا ومكررا على لسان زاهر وحازم الهوارى باحتمال قرار للمجلس العسكرى الأعلى بإلغاء دورى هذا الموسم..

وقد يكون المقصود بذلك مجرد محاولة خائبة لمغازلة الأهلى والزمالك اللذين لا يريدان هذا الإلغاء.. الأهلى الذى لم يعلن حتى الآن عن أى موقف واضح من اتحاد الكرة ولم يقرر هل هو مع أو ضد زاهر ويشعر بأنه بدأ يقترب من الحفاظ على الدرع الذى يحمل لقبه حتى الآن.. والزمالك الذى يقود حاليا الحرب على اتحاد زاهر ولكنه لايزال يحلم عن ثقة واستحقاق بدرع هذا الموسم الذى سيعنى الكثير لكل عشاق الزمالك وأن يفوزوا بدورى الكرة فى عام مئوية ناديهم.. ولهذا ممكن جدا أن يتضامن الناديان مع زاهر ولو سراً ولكن بشكل مؤقت حتى يتعثر أحدهما فجأة فيستدير لقيادة مظاهرة جديدة تطالب بإلغاء الدورى..

وبعيدا عن ذلك أود لفت انتباهكم إلى الأربع غرز التى تزين بها وجه الحكم النمساوى بعد أن أنهى المباراة.. هل هذه الغرز ستنهى أزمة التحكيم المصرى بعدما تبين أن الجماهير المصرية رافضة للهزيمة سواء كان الحكم مصريا أو أجنبيا، وأن المشكلة ليست أخطاء التحكيم المصرى وإنما مزاج مصرى عام لم يعد يقبل أى حكم أو قرار أو رأى إلا إذا وافق هواه ومصلحته.. وهى حالة ستدفعنا للحديث عن الأمن الذى لم يسترد قواه بعد فلا يبقى أمامنا إلا اختياران فقط.. إلغاء الهبوط أو إلغاء الدورى.. هل فهمتم شيئا؟

كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك بانتظار الجديد القادم

دمت بكل خير مشكوررررهـ يالغلآ