بحلول فصل الربيع، يزداد طول النهار و يأتي فصل التزاوج عند الطيور، لكن السؤال المحير هو كبف تعرف الطيور أنه الربيع فتبدأ بالتغير البيولوجي الذي يسبق التزاوج. سؤال يبدو أن الباحثين عثروا على جواب له، و حددوا البروتين المسؤول عن معرفة مقدم الربيع.
معرفة الفصول بدقة مهم للطيور، فالغربان مثلا تتزاوج في شهر فبراير و مارس لتضمن بقاء التربة رطبة لتحصل على الديدان لإطعام فراخها. بينما تتزاوج طيور البرقش الذهبي شهورا بعد ذلك لأن الحبوب التي تطعم بها الصغار لا تأتي إلا متأخرة، وحسب راسل فوستار من جامعة أكسفورد و صاحب البحث، فإن الطيور تتحرى طول النهار لمعرفة وقت التزاوج، لكن السؤال هو كيف تعرف الطيور طول النهار،
وقد كانت دراسات سابقة أكدت أن الإثارة تحدث في المخ و ليس في العين، و بالضبط في منطقة الهيبوثالاموس، و تم ذلك عن طريق إثارة المنطقة لطيور عمياء فاستجابت. و يضيف فوستار، أن وجود الكشاف في المخ متناسب مع كون هيكل الطيور صغيرة تمسح بمرور الضوء إلى المخ، و المنطقة الحساسة قريبة من المنطقة المسؤولة عن التكاثر في المخ.
في دراسة لاحقة سنة 1997 اكتشف فوستار و فريقه بروتينا كاشفا للضوء في عيون السلمون، و بالبحث في سلسلة الدي أن أي عند الطيور لشفرة مشابهة لتلك المسؤولة عن خلايا العين في السلمون، تمكنوا من إيجادها و هندستها على فئران مخبرية، فأنتجت خلايا حساسة للضوء، و تتكز أساسا في منطقة الهيبوتالاموس كما كان متوقعا.
البحث نشر في مجلة الأحياء الحالية، لكن حسب بيتار شارب من إدنبرا في بريطانيا لا يغلق الملف نهائيا لأن الباحثين عليهم أن يثبتوا أن تعطيل هذا البرويتين يجعل الطيور لا تعرف الفصول و هو ما لم يتم بعد