الأبوذيــة
ضرب من ضروب الشعر الشعبي وهو مؤلف من بيتين بأربعة اشطر ثلاثة منها في جناس واحد تتحد في اللفظ وتختلف في المعنى وينتهي الشطر الرابع منه بحرفي ( الياء والهاء ). وللابوذية اطوار عديدة يصعب على غير المتمرس التعرف عليها.
اما عن اصل كلمة (الابوذية) فاغلب الظن انها قد جاءت من كلمة الأذى وذلك لما يتحمله صاحب الابوذية من صعاب تجعل منه يقول شعرا يحمل اهات ولوعات . وعلى خلاف ما هو شائع من ان الابوذية يرجع الى اصول فارسية، فهو من بحر الوافر ( مفاعلتن مفاعلتن فعول ) . اضف الى ذلك ان تركيبة الابوذيه لم يطابقها في الفارسيه نظماً مشابهاً له لا من حيث المعنى ولا من حيث العروضلذا فان (الابوذيه) هو فن من الفنون الشعبية العراقية الريفية الاصيلة وهو ترجمة حية لاحاسيس ومشاعر انسانية عاشها الانسان العراقي خلال حقب متراكمه من الزمن . فراح يجسد ويترجم معاناته بلهجته الخاصة وحسب الحوار اليومي الذي يدور في منطقته وكثيره هي اللهجات المحليه في المدينه والريف والباديه وتختلف مفردات حوارها من منطقه الى اخرى . فأبن الريف قد ترجم معاناته بالابوذيه وغيره من الوان الغناء الريفي ، وابن الباديه ترجم احاسيسه (بالحدي والسامري والهجيني والمسحوب وغيرها ... ) . والانباط ترجموا معاناتهم بالشعر النبطي والذي مازال منتشراً في الجزيره العربيه .