بين خصلات شعرها و مقعد الدراسة
ابتدأت القصة
لاهية .. غير مبالية
تعبث بكتب العلماء
تسخر من نظرياتهم
و مجلدات الباحثين عن حقيقة الأشياء
تعيدهم الى نقطة الإبتداء
خصلات شعرها
تمادت حتى أنامله
.
مرغما
عاد الى النشئ الأول
و هي تنقضّ على القلم
بسذاجة طفلة
إقتحمت حبره
لتزاحمه في كتابة الحروف
فيدور و يدور
و لا يبلغ النهاية
.
هي
لم تكن تعلم
أنها تلهو بأحلامه
حتى لامست رائحة أنفاسه المحترقة
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
و الورق
يكاد ينفجر شوقا
أن تعود و تخدش بياضه
و بكل مكر
مضت تعبث بفراعنة العلم
و ترسم خطوطها في كل سطر
تتدعي انها جاهلة
و ما أجمل الجهل
حين يعانق كيانها
.
ما عاد يشعر بمرور الزمن
الا عبر كائن ينسدل على كتبه
في كل حين
يوقظها .. يحاكيها
و هو هناك .. ينتظر اقتناص فرصة
لنيل بعض من خصلاتها
يعتزل الوقت
ليعدّها شعرة شعرة
.
كبر الطمع في أحلامه
و راح يسعى الى عينيها
لا بد أنهما واسعتين
جريئتين
كما الفاتحون على أوراقه
مضى يتعقب عطر الربيع
الذي انتشت به أيامه
يقتفي بعضا من ظلها
هنا و هناك
شجرة تزهر و تفيض جمالا
.
كان لا بد له من السؤال
و خير وسيلة سوء الأحوال
و الجهل بالأمر
"أتساعديني"
استدارت لتلاقيه و اللحظة
تستعد لفتح شباكها
واثقة هي من مرادها
كمن عبر الصحراء ألف مرة
و لم تنل منه رمالها
.
اللقاء يتحول
الى إمتحان
في عينيه خيال
فارس من الفرسان
عالم من أحاسيسها أوسع
من ألاعيبها أخطر
تملّكها
مزيج من خوف
و رغبة في خوض المجهول
و كي تبحر مع أمواجه
ألقت شباكها على الشطآن
.
عجبا
كيف إختُزل العالم في لحظة
و الإنسان في نظرة
و تقلّص المكان
لمساحة ليست أبعد
من سور العينين
.
دعاها لملاقاته
حيث التاريخ يُحفظ في قصة
و هي اليوم تفتتح قصّته
في السياسة
آلاف الخطط تسعفه
ليزيد في السؤال
و في الجدال
و يتقلب من حال لحال
فتارة يمزح
و تارة المؤرخين يفضح
"لما يسجنوننا في أكاذيبهم"
السياسة أكذوبة
و مسرح
.
و كالعادة
من يرتدي ثوب المختلف
يجذب فضول الحاضرين
و كيف وهي
حاضرة للثورة في كل حين
تقتحم الطرقات
في أصعب اللحظات
و طرقات فكره مقفلة
تدعوها للمغامرة
.
تسلقوا في البوح القمم
تعلقوا فوق برج و علم
نصبوا حبال الشوق
و تمايلوا على أرجوحة المشاعر
مواجهين الريح
متناسين الهوّة في الأسفل
و عمق الشرخ
الذي يشقّ الأرض
مصطنعا الحدود
استسلموا للريح القوية
فالنفس معلقة و الروح محميّة
.
فتنتهي القصّة
و كأنها لم تبدأ
الشاعر إلتهم قلوبهم بلا رحمة
حين سوّلت لهم قلوبهم
أن اللقاء حقيقة
و الوحدة ليست بوهم
تحوّل العهد الى خيبة
و انتهى زمن المودّة
صاحب الأنامل و الأيادي السمر
لن يحقق مراده
لن ينال رضى وليّ الأمر
.
ربيع هو .. لن يزهر
و الأرض و إن تشابهت
الجذور تباعدها
تغتال في ترابها الوحدة
تعتاش على خيرها
و تنبت فروعا تختلف
في الطرح و الولاء
و هي ربيع .. لا يزهر
سوى في بلاد النبلاء
.
و في آخر الرواية
كلمات لا معنى لها
"حبيبي اعتلي قمّة أحلامي
و أنثرني رذاذ شوق
عند أعلى نقطة
لن تذكرني الكتب
لكن الريح سترحل و تعود الى هذا المكان
و تقول لمن يعتلي القمة
هذا مكاني"