سنون طويلة ظلت عملية "الخلق" تستهوي العلماء مما جعل آلاف العلماء يجندون أبحاثهم ويرصدون لها الميزانيات الهائلة أملا في الوصول إلي إجابات لاسئلة غيرهم في هذه العملية.
وواصل العلماء جهودهم للبحث في الجهازين التناسليين "للمرأة والرجل" باعتبارهما الجهازين اللذين فيهما وبهما تتجلي أكبر المعجزات الإلهية وسهر العلماء وواصلوا الليل بالنهار وتوصلوا إلي حقائق علمية جديدة زادت خشيتهم لله وكرست إيمانهم بعظمته باعتبارهم يرون ويلامسون آيات الاعجاز الإلهي في الأرض وفي أنفسنا فكيف كانت حصيلتهم من البحث العلمي .
في البداية تساءلوا أين تعيش الحيوانات المنوية وكيف تنمو وتعمل لتخصيب بويضة الأنثي؟؟
وضع العلماء أيديهم علي أول معجزة إلهية في الخلايا التي تنقسم لتكوّن الجهازين التناسليين في الرجل والمرأة وهي أن الانقسام الذي يحدث أثناء تكوين الخلايا التناسلية تنخفض فيه عدد الكروموسومات من 46 كروموسوما إلي 23 كروموسوما فقط!!
لماذا؟ سؤال طرحه العلماء.
وأفادتهم نتائج الأبحاث بالإجابة الشافية لقد وجدوا أنه إذا لم تنخفض الكروموسومات إلي 23 فقط يحدث تخريب في بنية الجنين!!
وجدوا أيضاً كما يقول المفكر التركي هارون يحيي في دراسة علمية نشرت بالمجلات العلمية انه توجد آلية خاصة في جسم الرجل وفي جسم المرأة خلقها "الخالق البارئ المصور" تجعل الخلايا الموجودة في جسم الرجل مهيأة تماما للعمل بتناغم وتنسيق بانضباط تام مع الخلايا التي ينتجها الجهاز التناسلي في جسم المرأة رغم الاختلاف المبين بين هذين النظامين فالرجل ينتج حيوانات منوية بعدد هائل والمرأة تنتج بويضة ومع تأكد العلماء من أن النظام التناسلي عند الرجل ليس له عقل يفهم به ويدرك ويتصرف ومثله جهاز المرأة فكيف يحدث إذن التناغم والانضباط في مشوار الاخصاب بينهما؟
وتساءل العلماء مرة ثانية وكيف يحدث الاخصاب عبر خلق 300 مليون حيوان منوي تسبح في سائل حجمه 3.5 مليمتر فقط ولماذا ينجح ألف حيوان منوي فقط في الوصول إلي البويضة ثم لا ينجح ولا حيوان منوي واحد في اختراقها.
ويتساءل العلماء مرة ثانية كيف وجدت هذه الآلية في أجسامنا وتكررت في مليارات البشر بانضباط كامل ودون اختلال؟ ولا يجد العلماء إلا جوابا واحدا.. تبارك الله الخلاق العظيم!!
كيف تنتج الحيوانات المنوية؟
وكلما وضع العلماء أيديهم علي اكتشاف علمي ازدادوا شغفا لاكتشاف غيره!!
وطبعا يكون السؤال الذي يشغل العلماء اين ينتج هذا العدد المهول من الحيوانات المنوية وكيف يكون جاهزا للحظة التي تحين فيها عملية الجماع؟
300 مليون حيوان .
وحشد العلماء قدراتهم للإجابة علي هذا السؤال فوجدوها تنتج في الخصيتين وتخزن بهما لوقت الحاجة وفرض سؤال نفسه عليهم وكيف تتسع الخصية لثلاثمائة مليون حيوان منوي في كل دفقة؟؟
ووجدوا الإجابة إعجازاً إلهيا آخرا.
الحيوانات المنوية توجد في الخصية في قنوات يبلغ عددها ألف قناة ومجموع أطوالها يبلغ خمسمائة متر وتسمي القنوات المنوية وطول كل قناة خمسين سنتيمترا وتضم الخلايا التي تقوم بإنتاج الحيوانات المنوية وتقع في جدار الانابيب المنوية وتبدأ هذه الخلايا في الانقسام وينزل عدد كروموسومات الأب إلي 23 كروموسوم حتي لا تختل بنية الجنين .
ثم تنشأ بعد ذلك عدة انقسامات وبقدرة الله تقوم هذه الخلايا بتغذية الحيوانات المنوية حتي تنمو ويتعدل شكلها ويصبح لها الذيل والنواة والرأس وتمنحها المواصفات والخواص المطلوبة بسيطرة كاملة حتي تبقي في الحجم والشكل المقررين لها من الخلاق العظيم ومن عجب ان الغدة النخامية في المخ تقوم بإفراز هرمونات خاصة لتساعد الحيوانات المنوية علي عملية الإخصاب!! بل تقوم الغدة النخامية بإرسال أوامر لجميع الخلايا الموجودة بالخصية فتحيط الأنسجة والأعضاء بما يجب عليها عمله.
وبشغف العلماء تتابعت عمليات الاستكشاف لمزيد من أسرار الخالق في أجسادنا لاحظ العلماء ان الله جل شأنه عملية الخلق وفي مرحلة "التعديل" بالذات أخرج الخصيتين من جسم الجنين وجعلهما تستقران خارج الجسم.
وضاعف العلماء مذخورهم من وسائل الاستكشاف لديهم وجاهدوا وكابدوا حتي وصلوا إلي الإجابة.. "إن الحيوانات المنوية لا تعيش أبداً في درجة حرارة الجسم أي 37ْ درجة مئوية وأنها تموت إن بقيت تحت هذه الدرجة ولا تعيش إلا في وسط أبرد من ذلك لذلك كانت الحكمة الإلهية في إخراج الخصيتين من البطن إلي خارج الجسم.
مرة ثانية تأخذ الدهشة العلماء وينتابهم الذهول من هذه القدرة الإلهية الخارقة التي تتجلي في نظام معجز محكم لخلايا جسم الإنسان التي تبلغ مئة تريليون خلية فتبارك الله أحسن الخالقين.
هرمونات المخ.
دقق العلماء أيضا في دور الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية لتغذية الحيوانات المنوية وجعلها في الشكل المطلوب فاكتشفوا أن "خلايا" الخصيتين تستمع جيداً لاوامر الغدة النخامية الموجودة بالمخ بواسطة هرمون "F.S.H) فتقوم بإفراز هرموني مادة الاستروجين وبدونها يصبح إنتاج الحيوانات مستحيلا وإذا لم تقم خلايا الايدج بتوفير الفركتوز أو لم توفره بشكل كاف فإن الحيوانات المنوية علي الرغم من نضوجها من جميع النواحي الا انها تفقد هذا الغذاء الكافي الذي يعينها للوصول إلي رحم الأم وستموت حتما أو تعجز عن اخصاب البويضة.
فكيف تتعامل الغدد مع الخلايا بهذه الشفرات؟ وهل تملك عقلا تفهم به أوامر الغدة النخامية وتستجيب لهذه الأوامر!!؟
ويجيب العلماء الذين يزدادون خشية لله تجربة بعد تجربة ويقولون أن السر الإلهي الذي لا نفهم كنهه إنه الإعجاز الإلهي في أجسامنا.
ويتكامل الاعجاز الإهلي بأن تبرع "البروستاتا" والغدد الإفرازية في الأكياس المنوية الموجودة علي طرفي البروستاتا فتقوم بإنتاج سائل خاص يرافق الحيوانات المنوية في رحلتها للوصول إلي بويضة المرأة.
ومرة أخيرة في هذا البحث يلح السؤال نفسه علي العلماء وما فائدة هذا السائل؟؟ وتجيب تجاربهم.. إن هذا السائل يحتوي علي أيونات السيترات والكالسيوم والفوسفات وعلي انزيمات وكل هذا المحتوي جاء ليقلل من تأثير خليط من الحوامض يحمي المرأة من تكاثر البكتيريا ولكنه يقتل الحيوانات المنوية لشدة تركيزه وحموضته وهكذا تفرز البروستاتا هذا السائل حتي تستفيد الحيوانات المنوية بمنحة السماء وتواصل مشوارها لتخصيب البويضة الموجودة في رحم المرأة.