بسم الله الرحمن الرحيم
إحياء السنن النبوية
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبع السنة
المحمدية في جميع أقوالنا وأفعالنا وعقائدنا، فإن لم نعرف لذلك الأمر دليلا
من الكتاب والسنة أو الإجماع أو القياس توقفنا عن العمل به ، ثم ننظر فإن
كان ذلك الأمر قد استحسنه بعض العلماء استأذنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيه ثم فعلناه أدباً مع ذلك العالم ، وذلك كله خوف الابتداع في
الشريعة المطهرة فنكون من جملة الأئمة المضلين ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحيا سنتي عند فساد أمتي فله أجر شهيد )) وفي رواية للبيهقي (( من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد )) ، وفي رواية : (( سبعين شهيد )) .. وروى ابن ماجه والترمذي مرفوعاً وقال حديث حسن : ( من
أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير
أن ينقص ذلك من أجورهم شيء، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله
كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيء) ومعنى لا يرضاها الله ورسوله: أي لا يشهد لها كتاب ولا سنة بالصحة..
فهنيئاً
لمن يحي سنة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ، وهيا بنا نبدأ حملة إحياء
السنن النبوية المطهرة .. وبإذن الله سوف نقوم بوضع كل سنة مع أدلتها
المتفق عليها وفضلها وفوائدها وما فيها من إعجاز اكتشفه العلم الحديث ..
ولنأخذ بأيدي بعضنا البعض لتنفيذها .. فلنتعاون على جمعها معاً على جمعها ..
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
الســــــواك
إن ما توصل إليه الباحثون بتقنيات العلم الحديث ، فيما يتعلق بالسواك
وفوائده ، قد جاء متأخرا بأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ، عما توصل
إليه النبي الأمي سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه
رب العزة : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)) (لنجم:3) ، (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ )) (الحشر: من الآية7) ...
فماذا عسانا أن نعرف عن السواك ؟ وماهي مكانته في السنة النبوية
الشريفة ؟ وماذا عن التجارب والأبحاث الحديثة ، التي أثبتت فاعليته ؟ ...
شجرة الآراك :
إن أعواد السواك ، هي الحصاد الثمين لشجرة شبه استوائية ، تنتمي إلى
الفصيلة السلفادورية .. تدعى " الآراك " ، وهي شجرة دائمة الخضرة ، تزرع في
مناطق أبها وعسير وجيزان بالمملكة العربية السعودية ، وفي اليمن ، وبلاد
الشام ، وإيران ، وشرق الهند ومناطق متفرقة في القارة الأفريقية ، خاصة
إقليم وادي النيل ..
وهي في شكلها العام تشبه إلى حد كبير شجرة الرمان ، أطرافها مغزلية ،
وأوراقها ذات أسطح ناعمة ناصعة الإخضرار . تزهر ربيعياً ، وتكون زهورها
صفراء اللون ، بها اخضرار بسيط . ومنها تخرج ثمار صغيرة ، بحجم حبات الحمص ،
ذات طعم جيد ، وتدخل في بعض الصناعات الطبية . .
والسواك ، يؤخذ عادة من الجذور ، التي تكون قد أكملت في التربة مدة
نمو تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام . وإن كان البعض يقطعون الأفرع الصغيرة
ويجعلونها أعواداً لتسويك الأسنان ، إلا أنه ثبت علمياً أن الأفرع أقل في
احتوائها للمواد الفعالة من الجذور . .
طريقة استخراج السواك :
يتميز السواك برائحته الطيبة ، وطعمه المحبب ، يتم حفظه بعد تجفيفه ،
في أماكن رطبة . وقبل الإستعمال يمكن نقع طرفه في الماء لبعض الوقت ، ثم
إخراجه والدق عليه دقاً بسيطاً حتى تقع قشرته الخارجية وتظهرالألياف .
عندئذ يكون جاهزاً للاستعمال في تنظيف الفم ، كأفضل معجون وفرشاة في العالم
، لكونه يحتوي على مواد فعالة مطهرة ، ومانحة الوقاية والمناعة الطبيعية
للثة والأسنان . .
وقت استخدامه :
ويتأكد
استخدام السواك قبل الوضوء .. والصلاة .. قبل النوم وبعده .. عند تغير
الفم ويسن كذلك عند قراءة القرآن والذكر .. والخروج من المنزل والدخول إليه
..
مكانة السواك في السنة النبوية :
للسواك مكانة مرموقة في سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد ورد بشأن السواك عشرات الأحاديث .. فعند
كل صلاة ، كان صلى الله عليه وسلم يتسوك ويحث أصحابه على التسوك فعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " وفي رواية ( عند كل صلاة مع الوضوء ) رواه البخاري ومسلم والنسائي .. وعن المقداد بن شريح عن أبيه قال : " سألنا عائشة رضي الله عنها : بأي شيء كان النبي يبدأ إذا دخل بيته ، قالت : بالسواك " صحيح مسلم . وفي حديث آخر : ( لقد أ ُمرتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَد ) أخرجه البزار .الدْرَد : سقوط الأسنان ، وكان يقول لأصحابه : (( لقد أكثرت عليكم في السواك )) رواه البخاري ..